ابتلعتني كمخروط آيس كريم, و مسحت فمها بنظراتي الورقية. لحظتها كان الحكم يعلن انتصار الدهشة و فوز العالم الجديد
ثابت في خط متحرك. الصوت يتكرر برتابة, و كأنك تسافر من مدينة إلى أخرى, يقطعك الوقت و الانتظار الى نصفي تفاحة كبيرة ببذور براقة, إلى حبيبين على وشك الافتراق, إلى مغناطيس عملاق و قطعة معدن بشفاه مكتنزة. أحد ما كان يدون و من كرسي عال ملاحظاته.
تصوروا!
في الخارج عمود ماء طويل , سماء الكترونية, و لوحات إعلان و بشر. العجيب أن لا أحد في هذه المدينة يقف لسؤال عابر . لا مكان للمصافحة, لا وقت لنفخ بوالين الصابون و الاحتفاء بربيع ذو اجنحة هبط للتو من السماء. بينما تحت المظلة مطر يصطدم بالعالم, و وحشة بوسع ساحة بلدية أو موقف سيارات, بحجم فرحة طفل صغير يقف على سلة مهملات, يرقص, و يصفق الناس له إعجابا!
تحت المظلة صديقان يضحكان. كل هذه الحياة يوم الااثنين, مساءا , و تحت المطر.!
تدور الريح و تقف عند المقهى لتشرب الشاي. الجريدة في الزاوية تكتم ضحكتها و صف طويل من الرجال ينتظر أمام دورة المياه, بينما العالم في الخارج يفتح ذراعيه للسماء و يأخذ في صدره شهيقا ملونا.
حقيقة, لا تتسع المخيلة لهذا الكم من الاضواء, لا إمكانية لمطمطة الاحاسيس أكثر من هذا, لا متسع في الحقيبة لمدينة بهذا الحجم.!
البيت يركض اليك
انت تركض للوراء
ساق في الماء الكاذب
و كتف نصف مخلوعة
و المدينة تفاحة كبيرة جداً
أكبر من أن تطبق عليها بأسنانك!
هنا مانهاتن!
_______________________________
حسام جيفي
مانهاتن-نيويورك
الولايات المتحدة الأميركية