حسام جيفي

حسام جيفي

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

كيف أطبق عليها بأسناني؟




ابتلعتني كمخروط آيس كريم, و مسحت فمها بنظراتي الورقية. لحظتها كان الحكم يعلن انتصار الدهشة و فوز العالم الجديد
ثابت في خط متحرك. الصوت يتكرر برتابة, و كأنك تسافر من مدينة إلى أخرى, يقطعك الوقت و الانتظار الى نصفي تفاحة كبيرة ببذور براقة, إلى حبيبين على وشك الافتراق, إلى مغناطيس عملاق و قطعة معدن بشفاه مكتنزة. أحد ما كان يدون و من كرسي عال ملاحظاته.
تصوروا!

في الخارج عمود ماء طويل , سماء الكترونية, و لوحات إعلان و بشر. العجيب أن لا أحد في هذه المدينة يقف لسؤال عابر . لا مكان للمصافحة, لا وقت لنفخ بوالين الصابون و الاحتفاء بربيع ذو اجنحة هبط للتو من السماء. بينما تحت المظلة مطر يصطدم بالعالم, و وحشة بوسع ساحة بلدية أو موقف سيارات, بحجم فرحة طفل صغير يقف على سلة مهملات, يرقص, و يصفق الناس له إعجابا!
تحت المظلة صديقان يضحكان. كل هذه الحياة يوم الااثنين, مساءا , و تحت المطر.!
تدور الريح و تقف عند المقهى لتشرب الشاي. الجريدة في الزاوية تكتم ضحكتها و صف طويل من الرجال ينتظر أمام دورة المياه, بينما العالم في الخارج يفتح ذراعيه للسماء و يأخذ في صدره شهيقا ملونا.
حقيقة, لا تتسع المخيلة لهذا الكم من الاضواء, لا إمكانية لمطمطة الاحاسيس أكثر من هذا, لا متسع في الحقيبة لمدينة بهذا الحجم.!

البيت يركض اليك
انت تركض للوراء
ساق في الماء الكاذب
و كتف نصف مخلوعة
و المدينة تفاحة كبيرة جداً
أكبر من أن تطبق عليها بأسنانك!
هنا مانهاتن!
_______________________________
حسام جيفي
مانهاتن-نيويورك
الولايات المتحدة الأميركية

الجمعة، 14 نوفمبر 2008

إلى أن يحمرّ وجه المخدة

تروى قبل
أن تبتلع الضوء
مؤلم جداً و مفاجئ
كشراب مثلج
وقع على ميناء سن منخور

تحت الشمس
تلبس جاكيتك البشرية
عند المغيب تنام تحت سقف الرعب
قدر المستطاع تحاول التمويه
فلا تنزعج

الموت ابتكار يأتي مصادفة.!
/

ابليس دمية خشبية
والمساء طويل
وطالما النجوم تلعب الشطرنج
في باحة البيت الخلفية
لا بأس
من كأس نبيذ
وقبلة فرنسية طويلة جدا
إلى أن يحمر
وجه المخدّة!

هذه قواعد اللعبة
اجثو على ركبتيك
وضع في جيبك
ما تستطيع التقاطه ثم اركض
اركض بسرعة
الليل يزحف كالمجنون.
_____________________________
- شاعر من سورية مقيم في كليفلاند – الولايات المتحدة الأميركية
*نقلا عن موقع أوكسجين*

السبت، 8 نوفمبر 2008

في المرمى الفارغ...!


_______________________________
في المرمى الفارغ ...!
__________________________________
أبدأ ُ بالوعي
و أنتهي تحت الغطاء

تعيس كعدد أولي
مترنح كهوائي في عاصفة
أقصد ُ ؛
عصفور يهرج
يطلي وجهه بالألوان
و يلحس بعينيه
الدم الفاسد على الطاولة

للهواء نكهة الخوخ الفج
و نظرة العصفور ثقب أبيض .

/
أين تنتهي هذه القصيدة ؟
اين أضعت مفتاح سيارتي؟
ما لون ثيابك ِ الداخلية اليوم ؟

أسألتي المصيرية
تبدأ بالوعي
و تنتهي مع القيء
في بطن المغسلة .

/

لا مجال للضحك على الليل
أليس هو الله يلبس الأسود؟؟

/

العصفور يهرج ,
العصفور يبتذل ,
العصفور يموت بداء السكري .

عندما ستغادر أيها الملعون
سأثبت العالم
على بقعة الطباشير
و أركله في المرمى الفارغ .

_______________________________________________________
من مجموعة" فتاحة الأمل المعلّب"
حسام جيفي
دار بعل للنشر - دمشق
صيف 2008
* اللوحة للفنان : كريس يبارا
(Chris Ybarra)