حسام جيفي

حسام جيفي

الخميس، 11 ديسمبر 2008

كأس بلاستيكي يملؤه المطر


كأس بلاستيكي يملؤه المطر




أتعب تحت المطر

و أكْـبُــر ...

أعبرُ الشارع

ألف مرة لأتأكد أني

عبرته بالشكل الصحيح

بستة أقفال

أوصد الباب

و الستائر أغلقها

أكثر من اللازم !

لا شيء

يعنيني من هذا العالم

غير محطة باص فارغة

و كتاب في حقيبة الظهر

أصدقاء الـ (فيس بوك)

لا يعلمون شيئاً

عن الرائحة

و لا عن دفء الأنفاس

المتعبة

مثلهم سيتنكر لي هذا المقعد الأسمنتي

حين أغادر


من ترك كأسا بلاستيكيا فارغا

يملؤه المطر

على الأرض ؟


و بينما الفراشات تهرب

من الرذاذ الأول

تحت المظلة المعدنية الكبيرة

في طقس بريء من أي شبهة

يجلس المطر على الرصيف

يضع رِجلاً على رِجل

و يدخن...

يدخن و يخلق من النظرات الميتة

حكاية طويلة .


حسام جيفي

هيوستن – الولايات المتحدة الأمريكية

آب2008


عن مجلة / من و إلى / العدد الثامن - الصفحة 24

http://www.min-wa-ila.com/December%2008%20-%202008.pdf

السبت، 6 ديسمبر 2008

الشعر و كونسروة الأمل

الشِّعر و كونسروة الأمل

(هنا لغة شابة، لغة عصرية "عصر الإس إم إس، والمسينجر، والفيسبوك"، هنا المدينة "بطعم الليمون والملح"، هنا الغرفة والشارع، و"حركة السير"، والمارة. هنا الأطعمة المعلبة، و"صحن الهمبرغر"، وهنا "الربيع يخرج من القماش"، وعلى الرغم من أنه "عصفور يهرج"، فهنا أيضاً الألم والخيبة والحزن، ومستقبل لايعد بشيء). بهذه الكلمات قدمت الشاعرة السورية -المقيمة في باريس- مرام المصري، مجموعة حسام جيفي الأولى، على الغلاف الأخير.
ففي مجموعته (فتّاحة الأمل المعلّب) الصادرة عن دار بعل، يحاول إثبات أن أقلامَ سورية شابّة لا يزال عام 2008 يخبّئ مزيداً من مجموعاتها الشعرية الحديثة، تبشّر بصيرورةِ مختلفة للصورة الشعرية، التي تشبه ماء النهر، حيث يسعى حسام لقول ما يريد بلغةٍ بعيدةٍ عن المألوف، قريبة في أحيانٍ كثيرة من السريالية:
ورعُ القصّابين
يطاردُ ضوئي
ليذبحه
و أنا بثقلِ غريزتي
ألقي بنفسي
على شفرة الحياد
(العنوان الطريف) أحد ألعاب قصيدة النثر التي يجيدها الشاعر كثيراً، ابتداءً من عنوان المجموعة، مروراً بعناوين عدّة تحمل طرافةً مثل (السيجارة الثالثة بتوقيت اللاذقية). وكما يشتغل على الصورة الشعرية من منظور حداثي معاصر، كذلك يوظّف البديهي واليومي فنيّاً، ليحقق أحد أهم عناصر الإدهاش في النصّ الشعري، ويقول:
الشرفة
بُعدٌ خامس يعدُ
باحتمالات مفتوحة
كورقة اليانصيب المطوية
في محفظتك
حيث يطل من عالم الشرفة المفتوح الاحتمالات كورقة النصيب، على قدر يعيشه عشرات المهووسين بهذه الأوراق، آملين الإطلال منها على عوالم لطالما حلموا أن تتحقق. وبالرغم من تساؤل حسام جيفي في بداية المجموعة (أين أجد فتّاحة الأمل المعلّب؟) بعدما أصابه الملل والخيبة:
يتسلّل الملل
نملاً أبيض قضى الليل تحت الوسائد
و ينهش صحوتك
إفطارك اليوم بيض مقلي
و خيبة.!
إلا أنه يعلن بثقة مع آخر قصائد المجموعة أنّه "سيصل حيّاً هذه المرّة":
انتظرني
حتى و لو حاولتُ المرورَ عنوة
سآتي بالشكل المناسب
لعبوري
ثقب الذاكرة...
و سأصل حيّاً هذه المرة.
وبإعلانه هذا، ينهي الشاعر مسيرته الباحثة عن الأمل، ليكون الشعر _بالنسبة له_ هو "فتّاحة الأمل المعلّب". المجموعة التي أصدرها على حسابه الشخصي، ويوزعها مجاناً مقهى (قصيدة نثر) باللاذقية.

نادين باخص- مجلة سوريانا / العدد 23

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

كيف أطبق عليها بأسناني؟




ابتلعتني كمخروط آيس كريم, و مسحت فمها بنظراتي الورقية. لحظتها كان الحكم يعلن انتصار الدهشة و فوز العالم الجديد
ثابت في خط متحرك. الصوت يتكرر برتابة, و كأنك تسافر من مدينة إلى أخرى, يقطعك الوقت و الانتظار الى نصفي تفاحة كبيرة ببذور براقة, إلى حبيبين على وشك الافتراق, إلى مغناطيس عملاق و قطعة معدن بشفاه مكتنزة. أحد ما كان يدون و من كرسي عال ملاحظاته.
تصوروا!

في الخارج عمود ماء طويل , سماء الكترونية, و لوحات إعلان و بشر. العجيب أن لا أحد في هذه المدينة يقف لسؤال عابر . لا مكان للمصافحة, لا وقت لنفخ بوالين الصابون و الاحتفاء بربيع ذو اجنحة هبط للتو من السماء. بينما تحت المظلة مطر يصطدم بالعالم, و وحشة بوسع ساحة بلدية أو موقف سيارات, بحجم فرحة طفل صغير يقف على سلة مهملات, يرقص, و يصفق الناس له إعجابا!
تحت المظلة صديقان يضحكان. كل هذه الحياة يوم الااثنين, مساءا , و تحت المطر.!
تدور الريح و تقف عند المقهى لتشرب الشاي. الجريدة في الزاوية تكتم ضحكتها و صف طويل من الرجال ينتظر أمام دورة المياه, بينما العالم في الخارج يفتح ذراعيه للسماء و يأخذ في صدره شهيقا ملونا.
حقيقة, لا تتسع المخيلة لهذا الكم من الاضواء, لا إمكانية لمطمطة الاحاسيس أكثر من هذا, لا متسع في الحقيبة لمدينة بهذا الحجم.!

البيت يركض اليك
انت تركض للوراء
ساق في الماء الكاذب
و كتف نصف مخلوعة
و المدينة تفاحة كبيرة جداً
أكبر من أن تطبق عليها بأسنانك!
هنا مانهاتن!
_______________________________
حسام جيفي
مانهاتن-نيويورك
الولايات المتحدة الأميركية

الجمعة، 14 نوفمبر 2008

إلى أن يحمرّ وجه المخدة

تروى قبل
أن تبتلع الضوء
مؤلم جداً و مفاجئ
كشراب مثلج
وقع على ميناء سن منخور

تحت الشمس
تلبس جاكيتك البشرية
عند المغيب تنام تحت سقف الرعب
قدر المستطاع تحاول التمويه
فلا تنزعج

الموت ابتكار يأتي مصادفة.!
/

ابليس دمية خشبية
والمساء طويل
وطالما النجوم تلعب الشطرنج
في باحة البيت الخلفية
لا بأس
من كأس نبيذ
وقبلة فرنسية طويلة جدا
إلى أن يحمر
وجه المخدّة!

هذه قواعد اللعبة
اجثو على ركبتيك
وضع في جيبك
ما تستطيع التقاطه ثم اركض
اركض بسرعة
الليل يزحف كالمجنون.
_____________________________
- شاعر من سورية مقيم في كليفلاند – الولايات المتحدة الأميركية
*نقلا عن موقع أوكسجين*

السبت، 8 نوفمبر 2008

في المرمى الفارغ...!


_______________________________
في المرمى الفارغ ...!
__________________________________
أبدأ ُ بالوعي
و أنتهي تحت الغطاء

تعيس كعدد أولي
مترنح كهوائي في عاصفة
أقصد ُ ؛
عصفور يهرج
يطلي وجهه بالألوان
و يلحس بعينيه
الدم الفاسد على الطاولة

للهواء نكهة الخوخ الفج
و نظرة العصفور ثقب أبيض .

/
أين تنتهي هذه القصيدة ؟
اين أضعت مفتاح سيارتي؟
ما لون ثيابك ِ الداخلية اليوم ؟

أسألتي المصيرية
تبدأ بالوعي
و تنتهي مع القيء
في بطن المغسلة .

/

لا مجال للضحك على الليل
أليس هو الله يلبس الأسود؟؟

/

العصفور يهرج ,
العصفور يبتذل ,
العصفور يموت بداء السكري .

عندما ستغادر أيها الملعون
سأثبت العالم
على بقعة الطباشير
و أركله في المرمى الفارغ .

_______________________________________________________
من مجموعة" فتاحة الأمل المعلّب"
حسام جيفي
دار بعل للنشر - دمشق
صيف 2008
* اللوحة للفنان : كريس يبارا
(Chris Ybarra)