حسام جيفي

حسام جيفي

الثلاثاء، 12 أبريل 2016

بماذا تحلم الضفادع؟



- إلى ألمى والبلاد التي في داخلها-

قبل إغفاءة الظهيرة
جاء سؤالها مربكاً
"بماذا تحلم الضفادع؟"
/
... بفرصة أخرى
بأن تبدأ من جديد.
/
خارجاً امتدت الشوارع
ضيقةً وعريضةً
بعضها يصلّي وبعضها يلعن الربّ بخفاء
وحدها الأزقة تعلن (لا - أدريتها) على الملأ.
/
"بماذا تحلم الضفادع؟"
تحلم بالبارحة.
/
على غطاء السرير
تجعدت الأحلام
خلف القضبان
ضوء
و زنازين تغصُّ بالفراشات.
/
"بماذا تحلم الضفادع؟"
تحلم بذبابة.
/

وعندما نموت
لأن لا شيئاً آخر يثير اهتمامنا
نغدو بيوتاً بلا أسقف.
/
بماذا تحلم الضفادع
لا أدري
ربّما باقتصاد السوق
بتسوية وضع
بمفاوضات سريّة
بديمقراطية
بمفاعلٍ نووي
...
أو ربّما
 بهجرةٍ إلى مستنقع آخر..
________
أوكسجين- أيلول 2015 
O2publishing.com - September 2015
Photography by Kylli Sparre

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

ميّت يكتب القصيدة


أكاد أسمع آريس يصرخ
لو كان الله موجوداً لأوقف هذا
الجنون
وهذا النهر الذي لا يصبّ
في محيط
هو القلب الذي أستعيره اليوم

ما كان للحجر
أن يُوقف النهر
ولا للميت أن يُشعل الموقد
أو يردّ على إيميلات الأصدقاء

هو من يكتب أوراق النعي
ويستقبل المعزّين
الله الغائب عن المشهد
يعدّ بهدوء القهوة الـمُرَّة
على نيران الخيام الخلفية

من يعرف اليوم كم تساوي الابتسامة
في سوق السلاح؟
من يعرف كم يساوي لحن أغنية فرحة؟

طفل يشير إلى السماء ويسأل أبيه بفضول:
بابا، هل النجمات قنابل ضوئية
تُلقيها علينا
طائراتُ الهليوكوبتر؟

بينما صديق يُطلق تصريحاً نارياً آخرَ
قبل أن يختفي خلف زاوية البناء القرميدي العتيق:
"حتى في الجنّة

ثمة من سيموت انتحاراً".



«الغاوون»، العدد 44، 10 تشرين الثاني 2011

السبت، 27 مارس 2010

اعترافات الأب





ما عاد لليل
طعمه القريب من نكهة التوت البري
و ما عاد للفجر
قدرته القديمة على الادهاش
تخرج الروح
لتتمشى في الأزقة
فيخدش الأطفال
كلساتها النايلون
بينما تتحطم قدماها
فوق الحصى

ما عاد شيء يشبه ما كان عليه البارحة
لا أمريكا تشبه أمريكا
و لا اللاذقية تشبه اللاذقية
أفكر جديا ً
في أن أضع العالم
و الغابات المطرية
و حيوانات الرنة
و انفلونزا الخنازير
و ثقب الأوزون
إلى جانب
مسدسات, و بنادق و دبابات
و أعقاب سجائر
و الأطفال سيئي التغذية
و الجوع نفسه
و كومة الأوراق المليئة بالاعترافات
بين يدي الله
و أقول له؛
وقــِّـع ْ.


حسام جيفي, صحيفة الغاوون

الأربعاء، 28 يناير 2009

/ تشارلــز ســيميتش ـ المراقــب المرتبــك / الأبديــة مــرآة وشــبكة عنكبــوت

حسام جيفي -- السفير الثقافي /كانون الثاني - 2009

أكثر ما يلفت الانتباه في شعر تشارلز سيميتش الشاعر الصربي-الأميركي هذه البساطة التي يحترفها في بناء الجملة الشعرية، واستخدامه لمفردات حديثة جداً، في قالب من صور تأخذ راحتها في المخيلة، حيث يدع سيميتش للصورة أن تأخذ أبعادها الكاملة بلا إفراط في التكثيف، فترى القصيدة عبارة عن مجموعة من الجمل التصويرية المدهشة التي تنتهي بغتة لتفاجئ القارئ تارة أولتتركه حائراً أمام قفلة تصويرية تنهي التركيبة التي بدأ بها الشاعر قصيدته.
تغترف قصيدة سيميتش من المشاهدات اليومية والملاحظات كما لوأن الشاعر يضع كاميرا للتسجيل في أحد الأماكن تاركاً شعرية الكون تتصرف على سجيّتها. ويشرح سيميتش فلسفته في الشعر قائلاً: »تمارس الكلمات مع بعضها الحب على الورق، كالذباب في الصيف، والشاعر هوفقط ذاك المراقب المرتبك«.
ولد تشارلز سيميتش في يوغوسلافيا في التاسع من أيار .١٩٣٨ وقد كان لأحداث الحرب العالمية الثانية الأثر الكبير في طفولته. انتقل مع أمه إلى باريس عندما كان في الخامسة عشرة من عمره وبعد عام انضم هوووالدته إلى والده المقيم في نيويورك ثم انتقلوا جميعاَ إلى أوك بارك - ضاحية في شيكاغو-، حيث تخرج من الثانوية نفسها التي تخرج منها أرنست همنغواي. درس سيميتش في جامعة شيكاغووعمل ليلاً في مكتب »شيكاغوسن تايمز« ثم التحق بالجيش الأميركي من ١٩٦١ حتى .١٩٦٣
نشر أول قصيدة له عام ١٩٥٩ عندما كان في الحادية والعشرين من عمره . كتب وترجم الشعر بين عامي ١٩٦٦ و١٩٧٤ وعمل كمحرر مساعد في »أبيرتور Aperture « وهي مجلة للتصوير الضوئي. أصدر أول مجموعة شعرية كاملة له بعنوان »ما الذي يقوله العشب« عام .١٩٦٧
تزوج من مصممة الأزياء هيلين دوبين عام ١٩٦٤ وله منها ولدان. يحمل الجنسية الأميركية منذ ٣٦ سنة ويعيش في سترافورد، ولاية نيوهامبشاير.
أصدر سيميتش ١٩ مجموعة شعرية بالإضافة إلى كونه كاتب مقالة، حيث نشر أربعة كتب في المقالة، ومترجم نشر العديد من الكتب المترجمة للشعر الفرنسي، المقدوني، الكرواتي، الصربي، والسلوفاكي، وهو أيضا محرر وبروفيسور فخري للكتابة الإبداعية والأدب في جامعة نيوهامبشاير حيث درّس هناك لمدة ٣٤ سنة.
حائز على جائزة البوليتزر Pulitzerللشعر عام ١٩٩٠ عن مجموعته »العالم لا ينتهي« (١٩٨٩).
مجموعته »نزهة القط الأسود« واحدة من المجموعات الشعرية التي وصلت إلى الترشيحات النهائية لجائزة الكتاب العالمي في الشعر عام .١٩٩٦ حاز سنة ٢٠٠٥ على جائزة غريفين Griffin لأشعاره المختارة بين ١٩٦٣-٢٠٠٣ .
أنتخب مستشارا للأكاديمية الأميركية للشعر عام ،٢٠٠٠ كما أنه حائز على مرتبة الزمالة Fellowship من مؤسسة الغوغنهايم Guggenheim ومؤسسة ماك آرثر MacArthur الكبيرتين.
آخر مجموعة شعرية له هي »ذلك الشيء الصغير That Little something « نشرها عام ٢٠٠٨ ومنها ترجم كاتب هذه السطور بعض القصائد المنتخبة...


(بيت أوراق اللعب)

أشتاقُ إليك يا مساءات الشتاء
بأضوائك الخافتة
شفاه أمي المغلقة
وأنفاسنا المحبوسة
بينما نجلس جميعا
إلى طاولة الطعام

أصابعها الطويلة والنحيلة
ترتب بطاقات اللعب
ثم تنتظرها لتسقط
وصوت الجزمات في الشارع
يجعلنا نتجمد للحظة
لا مزيد لأخبر عنه.
فالباب مقفل
ونافذة واحدة مطلية بالأحمر
تبدو منها شجرة وحيدة في الحديقة
ممسوخة
وبلا أوراق.

(أمسيات درامية)

تتبادل الأدوار
في أن تكون نفسك
أو تكون شخصاً آخر
ناصباً أمامك المرايا
رافعاً تظلّمك إلى سمكة ذهبية
في حوض

»غيترود« ملكتك
وأوفيليا
تشخــران بعــيداً عـبر المدينة
وشبح والدك
يقرأ في الحمام
»الحياة السرية للراهبات« The Secret Life of Nuns
بينما أنت
تذرعُ الغرفة
ذهاباً وإياباً
مكوراً قبضتك وباسطها
كما لو كنتَ تعدّ لجريمة
أو ربما
لصلبك الذاتي
أو تقف متجمداً للحظة
كما لو أن فكرة
واضحة
عظيمة
فاجأتك وتركتك دون كلام
تلاحظُ أنها
بدأت تثلج في الخارج
فتضغط جبــهتك المحمومة على
زجاج النافذة البارد
وتشاهد ندف الثلج تنزل
ببطء
واحدة تلو أخرى
على مشرب العصفور المكسور
وقبر الكلب القديم

(ذكريات المستقبل )

هناك مجرم أو مجرمان في كل حشد
هم لا يتوقعون مصيرهم
تأتي الحروب لتسهل عليهم مهمة
قتل امرأة تجر طفلها في عربة

الحيوانات في الحديقة لا تخفي قلقلها
تذرع الأقفاص أو تنتحي عنّا خجلا
منصتة إلى شيء ما لا نستطيع نحن سماعه:
صانعو النعوش وبجهد كبير، يطرقون المسامرين.

حلّ موسم الفريز
وكذلـك بصــل الربيع والفجل
شاب يشتري وروداً وآخر يركب
دراجة هوائية عبر الزحام
فالتاً يديه في الهواء
صديق قديم ينحني على الحاجز ليتقيأ
يأخذك إلى مكان عذابك الخاص
السماء عند الغروب حمراء بفحم الشوي
يدٌ فـي نــزّالة قــدور مشحّمة
تتلمس طريقها وراءنا فوق الأسطح.

(ذكريات موركي)

الأم تحيك لي
كنزة في الظلام
الأب على قوائمه الأربع
يبحث عن قط أسود

(مناوبة ليلية في فندق روش )

أنا المفتش السري لممرات خافتة الإضاءة
لمبات إنارة ميتة، وإشارات خروج حمراء
وأبواب عليها آثار محاولات عديدة
لدخول عنيف

أهذا صــوت خادمة تعدّ الســرير في منــتصف اللــيل؟
أهذا حفيف الفواتير المزورة وهي تحصى في جناح العرسان؟
أم صوت مشط بأسنان رفيعة يمرّ على رأس رمادي الشَّعر؟

الأبدية مرآة، وشبكة عنكبوت
كتب أحدهم بأحمر الشفاه في المصعد
من الأفضل أن أحضر مفتاحاً وأرى ما يجري بنفسي
ومن المستحســن أيضاً أن أجلب معـي كــتاب المتطابقات.!

الولايات المتحدة الأميركية


الخميس، 11 ديسمبر 2008

كأس بلاستيكي يملؤه المطر


كأس بلاستيكي يملؤه المطر




أتعب تحت المطر

و أكْـبُــر ...

أعبرُ الشارع

ألف مرة لأتأكد أني

عبرته بالشكل الصحيح

بستة أقفال

أوصد الباب

و الستائر أغلقها

أكثر من اللازم !

لا شيء

يعنيني من هذا العالم

غير محطة باص فارغة

و كتاب في حقيبة الظهر

أصدقاء الـ (فيس بوك)

لا يعلمون شيئاً

عن الرائحة

و لا عن دفء الأنفاس

المتعبة

مثلهم سيتنكر لي هذا المقعد الأسمنتي

حين أغادر


من ترك كأسا بلاستيكيا فارغا

يملؤه المطر

على الأرض ؟


و بينما الفراشات تهرب

من الرذاذ الأول

تحت المظلة المعدنية الكبيرة

في طقس بريء من أي شبهة

يجلس المطر على الرصيف

يضع رِجلاً على رِجل

و يدخن...

يدخن و يخلق من النظرات الميتة

حكاية طويلة .


حسام جيفي

هيوستن – الولايات المتحدة الأمريكية

آب2008


عن مجلة / من و إلى / العدد الثامن - الصفحة 24

http://www.min-wa-ila.com/December%2008%20-%202008.pdf

السبت، 6 ديسمبر 2008

الشعر و كونسروة الأمل

الشِّعر و كونسروة الأمل

(هنا لغة شابة، لغة عصرية "عصر الإس إم إس، والمسينجر، والفيسبوك"، هنا المدينة "بطعم الليمون والملح"، هنا الغرفة والشارع، و"حركة السير"، والمارة. هنا الأطعمة المعلبة، و"صحن الهمبرغر"، وهنا "الربيع يخرج من القماش"، وعلى الرغم من أنه "عصفور يهرج"، فهنا أيضاً الألم والخيبة والحزن، ومستقبل لايعد بشيء). بهذه الكلمات قدمت الشاعرة السورية -المقيمة في باريس- مرام المصري، مجموعة حسام جيفي الأولى، على الغلاف الأخير.
ففي مجموعته (فتّاحة الأمل المعلّب) الصادرة عن دار بعل، يحاول إثبات أن أقلامَ سورية شابّة لا يزال عام 2008 يخبّئ مزيداً من مجموعاتها الشعرية الحديثة، تبشّر بصيرورةِ مختلفة للصورة الشعرية، التي تشبه ماء النهر، حيث يسعى حسام لقول ما يريد بلغةٍ بعيدةٍ عن المألوف، قريبة في أحيانٍ كثيرة من السريالية:
ورعُ القصّابين
يطاردُ ضوئي
ليذبحه
و أنا بثقلِ غريزتي
ألقي بنفسي
على شفرة الحياد
(العنوان الطريف) أحد ألعاب قصيدة النثر التي يجيدها الشاعر كثيراً، ابتداءً من عنوان المجموعة، مروراً بعناوين عدّة تحمل طرافةً مثل (السيجارة الثالثة بتوقيت اللاذقية). وكما يشتغل على الصورة الشعرية من منظور حداثي معاصر، كذلك يوظّف البديهي واليومي فنيّاً، ليحقق أحد أهم عناصر الإدهاش في النصّ الشعري، ويقول:
الشرفة
بُعدٌ خامس يعدُ
باحتمالات مفتوحة
كورقة اليانصيب المطوية
في محفظتك
حيث يطل من عالم الشرفة المفتوح الاحتمالات كورقة النصيب، على قدر يعيشه عشرات المهووسين بهذه الأوراق، آملين الإطلال منها على عوالم لطالما حلموا أن تتحقق. وبالرغم من تساؤل حسام جيفي في بداية المجموعة (أين أجد فتّاحة الأمل المعلّب؟) بعدما أصابه الملل والخيبة:
يتسلّل الملل
نملاً أبيض قضى الليل تحت الوسائد
و ينهش صحوتك
إفطارك اليوم بيض مقلي
و خيبة.!
إلا أنه يعلن بثقة مع آخر قصائد المجموعة أنّه "سيصل حيّاً هذه المرّة":
انتظرني
حتى و لو حاولتُ المرورَ عنوة
سآتي بالشكل المناسب
لعبوري
ثقب الذاكرة...
و سأصل حيّاً هذه المرة.
وبإعلانه هذا، ينهي الشاعر مسيرته الباحثة عن الأمل، ليكون الشعر _بالنسبة له_ هو "فتّاحة الأمل المعلّب". المجموعة التي أصدرها على حسابه الشخصي، ويوزعها مجاناً مقهى (قصيدة نثر) باللاذقية.

نادين باخص- مجلة سوريانا / العدد 23

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

كيف أطبق عليها بأسناني؟




ابتلعتني كمخروط آيس كريم, و مسحت فمها بنظراتي الورقية. لحظتها كان الحكم يعلن انتصار الدهشة و فوز العالم الجديد
ثابت في خط متحرك. الصوت يتكرر برتابة, و كأنك تسافر من مدينة إلى أخرى, يقطعك الوقت و الانتظار الى نصفي تفاحة كبيرة ببذور براقة, إلى حبيبين على وشك الافتراق, إلى مغناطيس عملاق و قطعة معدن بشفاه مكتنزة. أحد ما كان يدون و من كرسي عال ملاحظاته.
تصوروا!

في الخارج عمود ماء طويل , سماء الكترونية, و لوحات إعلان و بشر. العجيب أن لا أحد في هذه المدينة يقف لسؤال عابر . لا مكان للمصافحة, لا وقت لنفخ بوالين الصابون و الاحتفاء بربيع ذو اجنحة هبط للتو من السماء. بينما تحت المظلة مطر يصطدم بالعالم, و وحشة بوسع ساحة بلدية أو موقف سيارات, بحجم فرحة طفل صغير يقف على سلة مهملات, يرقص, و يصفق الناس له إعجابا!
تحت المظلة صديقان يضحكان. كل هذه الحياة يوم الااثنين, مساءا , و تحت المطر.!
تدور الريح و تقف عند المقهى لتشرب الشاي. الجريدة في الزاوية تكتم ضحكتها و صف طويل من الرجال ينتظر أمام دورة المياه, بينما العالم في الخارج يفتح ذراعيه للسماء و يأخذ في صدره شهيقا ملونا.
حقيقة, لا تتسع المخيلة لهذا الكم من الاضواء, لا إمكانية لمطمطة الاحاسيس أكثر من هذا, لا متسع في الحقيبة لمدينة بهذا الحجم.!

البيت يركض اليك
انت تركض للوراء
ساق في الماء الكاذب
و كتف نصف مخلوعة
و المدينة تفاحة كبيرة جداً
أكبر من أن تطبق عليها بأسنانك!
هنا مانهاتن!
_______________________________
حسام جيفي
مانهاتن-نيويورك
الولايات المتحدة الأميركية

الجمعة، 14 نوفمبر 2008

إلى أن يحمرّ وجه المخدة

تروى قبل
أن تبتلع الضوء
مؤلم جداً و مفاجئ
كشراب مثلج
وقع على ميناء سن منخور

تحت الشمس
تلبس جاكيتك البشرية
عند المغيب تنام تحت سقف الرعب
قدر المستطاع تحاول التمويه
فلا تنزعج

الموت ابتكار يأتي مصادفة.!
/

ابليس دمية خشبية
والمساء طويل
وطالما النجوم تلعب الشطرنج
في باحة البيت الخلفية
لا بأس
من كأس نبيذ
وقبلة فرنسية طويلة جدا
إلى أن يحمر
وجه المخدّة!

هذه قواعد اللعبة
اجثو على ركبتيك
وضع في جيبك
ما تستطيع التقاطه ثم اركض
اركض بسرعة
الليل يزحف كالمجنون.
_____________________________
- شاعر من سورية مقيم في كليفلاند – الولايات المتحدة الأميركية
*نقلا عن موقع أوكسجين*

السبت، 8 نوفمبر 2008

في المرمى الفارغ...!


_______________________________
في المرمى الفارغ ...!
__________________________________
أبدأ ُ بالوعي
و أنتهي تحت الغطاء

تعيس كعدد أولي
مترنح كهوائي في عاصفة
أقصد ُ ؛
عصفور يهرج
يطلي وجهه بالألوان
و يلحس بعينيه
الدم الفاسد على الطاولة

للهواء نكهة الخوخ الفج
و نظرة العصفور ثقب أبيض .

/
أين تنتهي هذه القصيدة ؟
اين أضعت مفتاح سيارتي؟
ما لون ثيابك ِ الداخلية اليوم ؟

أسألتي المصيرية
تبدأ بالوعي
و تنتهي مع القيء
في بطن المغسلة .

/

لا مجال للضحك على الليل
أليس هو الله يلبس الأسود؟؟

/

العصفور يهرج ,
العصفور يبتذل ,
العصفور يموت بداء السكري .

عندما ستغادر أيها الملعون
سأثبت العالم
على بقعة الطباشير
و أركله في المرمى الفارغ .

_______________________________________________________
من مجموعة" فتاحة الأمل المعلّب"
حسام جيفي
دار بعل للنشر - دمشق
صيف 2008
* اللوحة للفنان : كريس يبارا
(Chris Ybarra)